Menu

دار الإقامة .. .. منظومة من التواصل و تبادل المعارف المهنية

كتبت : عبير سمير

التدريب هو عملية منظمة ومستمرة صممت لمساعدة الأفراد على إكتساب المعرفة والمهارة و التعرف على الإتجاهات الضرورية لتطوير أدائهم لواجبات الوظائف التى يشتغلونها ، فهي عملية علمية منظمة من قِبل مختصين يقومون بتحديد الإحتياجات التدريبية للأفراد بهدف التزود بالمعرفة والمهارة و الإتجاه الإيجابي .
فنحن أمام عدة عناصر للعملية التدريبية والتثقيفية الناجحة وهى : المتدرب ، المدرب ، المادة العلمية ، أساليب التدريب ، بيئة التدريب ، عملية إدارة التدريب وما تتطلبه من متابعة وتقييم .
وتشتمل بيئة التدريب ، مكان التدريب وما يتوفر فيها من وسائل سمعية وبصرية وجميع الظروف الصحية للعمل مثل التهوية والإضاءة والمقاعد المريحة ووجود قاعات لمساندة عمل المجموعات التدريبية .
و من هذا المنطلق يجدر بنا الحديث عن “دار الإقامة” التابع للمؤسسة الثقافية العمالية ، والذي يأتى الدور المتميز والفريد له من حيث انه يقدم أماكن التدريب اللائق بكل إمكانيات العمل التثقيفي الناجح بالإضافة إلى الخدمة الفندقية للمتدربين والنزلاء حيث يحتوى دار الإقامة (الذى ينسجم إسمه مع صفته) على عدة قاعات مجهزة وفقاً لحاجة العمل التدريبي على 3 قاعات تثقيفية وقاعة مناسبات بمختلف السعات الاستيعابية وهى :
قاعة العماوى ( من 50 : 70 فرداً ) قاعة السيد راشد ( من 35 : 40 فرداً )
قاعة الاجتماعات ( من 30 : 40 فرداً ) قاعة المناسبات ( من 150 : 180 فرداً )
هذا بخلاف الخدمة الفندقية المقدمة للمشاركين والنزلاء التي تحتوى على 3أدوار للإقامة بكل دور ( 26 غرفة +2 جناح ) بالإضافة إلى الدور الإداري الذي يؤدى العاملون فيه أعمالهم مما يتيح التعامل المباشر بين العاملين والعملاء والنزلاء .
و لا ننسى خدمة الإعاشة : مغسلة – مشروبات – بريك – وجبات ساخنة وباردة – حلويات ومخبوزات . بالإضافة إلى أماكن انتظار مجانية للسيارات .
ويضيف الموقع المتميز والفريد لدار الإقامة بالمؤسسة الثقافية العمالية ( بأول شارع عباس العقاد – مدينة نصر – القاهرة ) قيمة تنافسية تضاف إلى قيمته المرموقة فى مجال التثقيف والتدريب والخدمات الفندقية .

و ينتظم العمل الإداري بدار الإقامة كإدارة عامة تشمل ( إدارة المكاتب الأمامية – إدارة الأغذية والمشروبات – إدارة العلاقات العامة والتسويق – إدارة الحسابات – إدارة الإشراف الداخلي )

يولى كلا من أسامه عبد الفتاح ( مديرو عام دار الإقامة ) و سحر طه ( نائب المدير عام دار الإقامة ) أهمية قصوى للهدف من إنشاء دار الإقامة بالمؤسسة الثقافية العمالية كخدمة للعمل التثقيفي في المقام الأول ، و لإقامة المغتربين من التابعين للاتحاد العام لنقابات عمال مصر والنقابات العامة و وزارة القوى العاملة الراغبين فى إقامة الدورات التثقيفية بالقاهرة ثم تطور الأمر لخدمة القطاع الأعرض من الجمهور ، ثم تطورت لخدمة أي شخص ينتمي لهذه الجهات و في الإقامة والإعاشة لسبب تثقيفي غيره أو أي عمل لتنمية المجتمع ، كما يستقبل الضيوف الأشقاء العرب وخاصة الإخوة السودانيين .
ويقدم الدار ميزة للعاملين بالمؤسسة الثقافية العمالية بمناطقها ومراكزها والجامعة العمالية بفروعها بعمل خصم بنسبة 25 % على أسعار الإقامة والإعاشة ، حيث يقوم الدار باستقبال رحلات أسرية للإقامة أو للإقامة والإعاشة مثل رحلات من الوجه القبلي ( أُسر العاملين بشركة كهرباء أسيوط ) ، والمشاركين بالبطولات الرياضية ( مثل نادي أجياد ) ، وأحياناً عاملين من شركات البترول على مستوى المحافظات تقوم وزارة القوى العاملة بترشيحهم للمشاركة في الأعمال التدريبية ، ومتاح للجمهور بكل الفئات بوضع مقنن ومشروط .
ويؤكد المسئولون أن الموقع المتميز والفريد للمكان يحقق ميزة تنافسية وأفضلية بالمقارنة رغم ما يواجه الدار العديد من الصعوبات في الإمكانيات المادية لتحقيق أفضل خدمة تثقيفية وفندقية للعملية التثقيفية في مصر والوطن العربي .
ويحدثنا الزميل / عبد الحميد عبد الله أحمد ( مدير إدارة المكاتب الأمامية ) التى تضم ( قسمي الحجز والاستقبال ) .
أنها الإدارة المقدمة حيث يقوم باستقبال طلبات الحجز والتسكين سواء دورة بها إقامة وإعاشة أو حجوزات فردية أو جماعية والتي تتواصل مع إدارة الإشراف الداخلي لتجهيز الغرف وإدارة الأغذية والمشروبات لإعداد الوجبات المطلوبة وإدارة الحسابات والعلاقات العامة، وتقوم الإدارة بتلقي الشكاوى والمقترحات والطلبات ، ويقوم جميع العاملين بالإدارة بإستخدام نظام (الشيفت) لتلبية إحتياجات الزوار .

ويتوالى دور الزميل / محمد فتحي عبد اللطيف ( مدير إدارة الأغذية والمشروبات ) التى تضم ( قسمي المطبخ والمطعم ) فهي الإدارة المسئولة عن تقديم الوجبات و(البريك) والمشروبات للسادة النزلاء أو المشاركين بالدورات التدريبية التي تتم بدار الإقامة ،حيث يبدأ العمل منذ إستلام خطاب الحجز من الجهة المنفذة للدورة التثقيفية و الذي يشمل مدة الدورة وعدد المشاركين وأنواع الوجبات المطلوبة والمشروبات أوعدمه ، أو طلبات النزلاء الخارجيين ، وهذا الخطاب يتعاون فيه مع إدارة الحسابات لتجهيز المواد الخام للأغذية ، حيث يوجد مخزناً ملحقاً للأغذية والمشروبات وتقوم الإدارة بالإشراف عليه من حيث تواريخ الصلاحية والكميات المطلوبة ، فخطة العمل الأسبوعية تحدد عدد الوجبات ونظام الورديات وقوائم الأطعمة المطلوبة ، فالأعمال لا تتم إلا بالتنسيق الكامل بين الإدارات والتعاون فيما بينهم لإنجاز الدورة حتى خلال أيام الأجازات .
كما تقوم الإدارة بتقديم وجبات ( عادية – مميزة – طلب خاص ) ودائماً على استعداد لتقديم أي وجبات لإرضاء العميل ويتم تسعيرها عن طريق إدارة الحسابات وإبلاغها للعميل ، فيوجد وجبات ثابتة بالإتفاق مع مشرفي الدورات وفقاً لكل مجموعة وطلباتها ، أما بالنسبة لحجوزات الأندية الرياضية المشتركة فى بطولات الناشئين ، حيث يكون نظام التغذية ذا طبيعةٍ خاصة فيتم حينذاك بالإتفاق مع المدربين أو أطباء الفريق إن وجدوا ، وفى هذا المجال يبرز تخصص الزميل محمد فتحي في درايته التامة (بعلوم التغذية الصحية) الخاصة بكل فئة من الفئات التي يتعامل معها. و بالطبع يتم عمل الوجبات بأيدي عدد من الطباخين المهرة داخل مطبخ مجهز بإمكانيات جيدة ، كما يقوم الحلواني المختص بعمل الحلويات والمخبوزات وفق الحاجة والطلب ، وتُقدم الوجبات بمطعم أنيق يقوم عليه عاملين من ذوى الخبرة فى مجال الفندقة

ثم يأتي الدور المتميز لإدارة العلاقات العامة والتســـويق التي تقــــــــوم بتسهيـــــــل كل احتياجات و حل مشاكل العميـــــل حيث يقـــوم الزميل/ محمد عطيه ( رئيس قسم العلاقات العامة )وزملائه باستقبال الوفود العربية بداية من المطار وتقديم كل التسهيلات ، وتعريف النزيل بكل الإمكانيات المتاحة بالمكان وطبيعة عمل الدار وخدماته ، و تذليل الصعوبات إن وُجدت . كما يقوم العاملون بهذه الإدارة بتجهيز القاعات التدريبية بأدواتها وتشغيل أجهزة العرض وصيانتها وتصميم الديكورات حتى الغرف الإقامية ، و يتميز ( عطية) بمهاراته في تخطيط اللافتات الدعائية وشهادات المتدربين وغيرها من المخطوطات ، كما أنه يُجيد تقديم الوجبات بالنظام الأمريكي ( القائمة الثابتة والمعمول به غالباً ) و الإنجليزي والفرنسي والروسي وكذلك الوجبات السريعة ( الفاست فوود ) .
ويظهر دور التسويق لخدمات الدار بعمل قائمة ببيانات الزائرين لاستمرار التواصل معهم وخاصة بالمناسبات ، ويتم تقديم الهدايا البسيطة لهم وفق الإمكانيات مثلاً ( أقلام – بلوك نوت – أشياء أخرى) . يتم التعاون بين إدارة العلاقات العامة والإدارات الأخرى لتقديم أفضل خدمة للعميل .

أما إدارة الإشراف الداخلي المسئول عنها الزميلة / صفاء عبد الفتاح ولا يجب أن نغفل الدور الأساسي للعاملات القائمات على تنظيف وترتيب الغرف بشكل يومي التابعات لها والتي تقوم بالإشراف عليهم الزميلة / رباب بدون أي تقصير و رغماً عن الظروف الصحية التى تواجه بعضهن وكبر سن بعضهن فإنهن لا يألون جهداً في تقديم خدمة مميزة لإظهار الدار بالشكل المناسب .

ويقوم أ. محمود عطا بوظيفة ( مدير إدارة الحسابات ) و المنوط بها المراقبة المالية فى المكان بقسميها ( المخازن – المشتريات ) و تقدير تكلفة الخدمات المقدمة ثم خروج البيانات المالية الدالة على تأدية الخدمة ، و تحديد كل الإحتياجات الخاصة بالإقامة والإعاشة أو تأجير القاعات ، ولا تعتبر هذه الإدارة خاصة بالنواحي المالية فقط بل و القيام بمراقبة كل منافذ الدخل الخاصة بالدار حيث أن الموارد المالية تشتمل على ( الإقامة بالغرف – الأغذية والمشروبات – المغسلة – الحلواني ) .

كما يقوم الزميل / عبده عبد العزيز ( مسئول المغسلة ) بالقيام بتنظيف كل ما يخص العميل من مفروشات أو ملابس خاصة ، حيث تتم تأدية الأعمال بالغسالات الأوتوماتيكية ومكواة البخار لتقديم أفضل خدمة .

ويتحدث جميع العاملين عن السيد الأستاذ / جمال حسان ( مدير عام المؤسسة الثقافية العمالية ) بأنه زميلهم فى المقام الأول ، فهو يعرفهم ويقدّر ظروفهم و يساعد الجميع بالإمكانيات المتاحة ، و قدموا له المزيد من الشكر والعرفان ، كما تقدموا ببعض المقترحات لحل بعض المشكلات مطالبين بالمزيد من الدعم لدار الإقامة من كل الجهات المعنية .

ففى دار الإقامة لا نجد عملاً تختص به إدارة واحدة ، بل لابد أن يتم التنسيق والتعاون على الأقل بين إدارتين لإتمام أي عمل ، وهناك دائماً من يسُد مكان الآخر فى غيابه حتى لا يتعطل أي عمل ، ويُجمع العاملون بالدار على أنهم يقومون بحل مشاكلهم داخلياً ولا يحبون الإفصاح عنها ، فالانتماء صفة شائعة بينهم حتى وإن أدوا أعمالهم بأقل الإمكانيات .

وما سبق يجعلنا دائماً نضع فى اعتبارنا أن العمل الجماعي ضمن فريق متجانس هو أحد أهم مقومات العمل الناجح ، على أساس تقسيم المهام والوظائف بين مجموعة من الأشخاص الذين يعملون فى نفس المكان ويجمعهم هدف واحد و هو المصلحة العامة ، شريطة أن يتم إستغلال و إستثمار كافة مهارات العاملين على تباينها و تعددها فى سبيل خدمة المكان . فالعمل بروح الفريق الواحد الذي تجمعه مصلحة مشتركة وعدم الاهتمام بالجانب الشخصي بصورة تفوق الاهتمام بالمصلحة العامة وذلك عن طريق وجود احترام وتآخٍ ضمن أعضاء الفريق .
فأماكن العمل الحيوية تُلهم الموظفين عوامل تحقيق النجاح ، فنجاح أي منظومة يستلزم توافر بيئة صحية مناسبة تجعل من العاملين بها عوامل دفع للإنتاج .
علماً بأن أي عمل تحكمه مجموعة من المعايير التى تحكم نجاحه أو فشله أهمها العنصر البشرى فبدونه لا يستطيع أى مكان عمل الاستمرار ، لذلك المهم العمل على تنمية العنصر البشرى بشكل دائم ودعم مهاراته وتطويرها بما يتناسب مع الإحتياجات والأهداف .

وبذلك فإن كل الإدارات والعمليات الناجحة فى حاجة إلى قيادة مبصرة تمتلك من الوعي ما توحد به جهود الكوادر البشرية وترتيب الأفكار و الأولويات ، فالقيادة الحكيمة تعمل على توظيف كل هذه الجهود والكفاءات بما يحقق فى النهاية أهداف المؤسسة وخطتها .
فمن أراد النجاح ألتمس أسبابه .

Categories:   اخبار الديوان العام

Comments